Sunday 27 June 2010





بهروا الدنياوما في يدهم إلا الحجاره
وأضاؤوا كالقناديلِ، وجاؤوا كالبشاره
قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا..
وبقينا دبباً قطبيةً صُفِّحت أجسادُها ضدَّ الحراره
قاتَلوا عنّا إلى أن قُتلوا وجلسنا في مقاهينا كبصَّاق المحارة

* نزار قباني

إِذاالمَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً

إِذاالمَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً * فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة * وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ * وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ً * فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ * ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا
وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ * وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا * صديق صدوق صادق الوعد منصفا
ارْحَلْ بِنَفْسِكَ مِنْ أَرْضٍ تُضَامُ بِهَا * وَلاَ تَكُنْ مِنْ فِرَاقِ الأَهْلِ فِي حُرَقِ
فالعنبرُ الخامُ روثٌ في مواطنهِ * وَفِي التَّغَرُّبِ مَحْمُولٌ عَلَى الْعُنُقِ
والكحلُ نوعٌ منَ الأحجارِ تنظرهُ * فِي أرضِهِ وَهْوَ مَرْمِيٌّ عَلَى الطُّرُقِ
لمَّا تغرَّبَ حازَ الفضلَ أجمعهُ * فَصَارَ يُحْمَلُ بَيْنَ الْجَفْنِ وَالْحَدَقِ


** الشافعي

لا تأسفن على غدر الزمان لطالما

لا تأسفن على غدر الزمان لطالما * رقصت على جثث الأسود كلاب
لاتحسبن برقصها تعلو على أسيادها * تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب
تموت الأسد في الغابات جوعاً * ولحم الضأن تأكله الكلاب
وذو جهل قد ينام على حرير * وذو علم مفارشه التراب


** الشافعي

من كان يملك درهمين

من كان يملك درهمين * تعلمت شفتاه أنواع الكلام فقالا
وتقدم الاخوان فاستمعوا له * ورأيته بين الورى مختالا
لولا دراهمه التي يزهو بها * لوجدته في الناس اسوأ حالا
ان الغني اذا تكلم مخطئاً * قالوا صدقت وما نطقت محالا
اما الفقير اذا تكلم صادقا * قالوا كذبت وأبطلوا ما قالا
ان الدراهم في المواطن كلها * تكسو الرجال مهابة وجمالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحة * وهي السلاح لمن أراد قتالا


** أبو العيناء

لي في نوالكَ يا مولايَ آمالُ

لي في نوالكَ يا مولايَ آمالُ * منْ حيثُ لا ينفعُ الأهلونَ والمالُ
أوصى إليكَ لعلميِ أنَّ لطفكَ بيِ * دونَ الورى لمْ يحلْ عني إذا حالوا
فأرضِ عني خصومي واقضِ يا أمليِ * ديني فإن حقوقَ الخلقِ أثقال
و لمْ يضقْ بي منكَ العفوُ إنْ ختمت * ليِ بالشهادة ِ أقوالٌ وأفعالُ
كنْ لي إذا أغمضوا عيني أو انصرفوا * باكينَ أسمع منهمْ كلَّ ما قالوا
و امننْ بروحِ وريحانٍ على إذا * ضاقَ الخناقُ فهولُ الموتِ أهوالُ
و جاءني ملكُ الموتِ الموكلُ بي * و بالنفوسِ فللأعمارِ آجالُ
و استخرجَ النفسَ أملاكٌ مطهرة ٌ* لها إلى لطفكَ المأمولُ ترحالُ
جاؤا إليكَ بها يا ربي يقدمها * لحضرة ِ القدسِ جبريلٌ وميكالٌ
ثم َّانثنتْ عنْ قريبٍ نحوَ مغتسلٍ * في حيثُ يرجوكَ مغسولٌ وغسالُ
و ليسَ لي ولمثلي غيرُ جودكَ يا * منْ لا تدانيهِ أشباهٌ وأمثالُ
أصبحتُ بينَ يديكَ اليومَ مطرحاً * و لي بنفسيِ عنِ الأغيارِ أشغالُ
فأولني يا غفورُ العفو منكَ فلاَ * يبقي على َّ منَ الأوزارِ مثقالُ
وإنْ نزلتُ إلى بيتِ الخرابِ ولا * أبٌ هناكَ ولا عمٌّ ولا خالُ
و عاودتْ حركاتي وهيَ ساكنة ٌ ولاَ * عدوٌّ يعاديني ولاَ مالُ
ألهمنيِ يا خالقيِ ذكرَ الجوابِ ففي * ذاكَ المقامِ جوا باتٌ وتسآلُ
هناكَ لا أملٌ يرجى ولا عملٌ يجزي * ولا حيلة ٌ عندي فأحتالُ
إفتحْ لروحيِ إلى الفردوسِ بابَ رضا * يهدي رياحُ رياضٍ ظلها ضالُ
و الطفْ ورائيِ بأطفالٍ وأمهمُ إنْ * كانَ خلفيِ أو يلادٍ وأطفالُ
حتى إذا نشرَ الأمواتُ وارتعدتْ * فرائضُ الخلقِ منْ بعضِ الذي نالوا
وعادتِ الروحُ فيِ الجسمِ الضعيفِ وقدْ * تفرقتْ منهُ أعضاءٌ وأوصالُ
مربى ِ الصراط إلى حوضِ ابنِ آمنة ٍ * لأستقى منهُ ريا فهوَ سلسالُ
يا واسعَ اللطفِ قدْ قدمتُ معذرتي * إنْ كانَ يغني عنِ التفصيلِ إجمالُ
فجدْ على َّ ولا طفنى بعفوكَ عنْ * ذنبي فشأنكَ إنعامٌ وإفضالٌ
و قلْ كفيتكَ يا عبدَ الرحيمِ أذى الدَّ * ارينِ فانزلْ حمى ما فيهِ إهمالُ
و احنبنيَ العجبَ والشحَّ المطاعَ ومرْ * نفسي تخالفْ هواها فهوَ قتالُ
وعدْ على َّ بنورٍ منكَ مبتهجٍ يزكو * بهِ بصرى والسمعُ والبالُ
و ارحمْ بنيَّ وآبائيحاشيتي * يعمهمْ يا إلهيِ منكَ إقبالُ
ماذا أقولُ ومني كلُّ معصية ِ * و منكَ يا سيدي حلمٌ وإمهالُ
و منْ أكونَ وما قدري وماعمليِ فيِ * يومِ توضعُ في الميزانِ أعمالُ
و هلْ يطيقُ خلوداً في لظى بشرٌ منْ * نطفة ٍ أصلها المسكينُ صلصالُ
أمْ كيفَ ييأسُ منْ روحِ الإلهِ غداً * عبدٌ عليهِ منِ الإسلامِ سرْ بالُ
رباهُ رباهُ أنتَ اللهُ معتمدي فيِ كلِّ * حالٍ إذا حالتْ بيَ الحالُ
ثمَّ الصلاة ُ على المختارِ منْ مضرٍ * ما لاحَ فيِ الغورِ آلٌ بعدهُ آلُ
يس خاتمَ رسلِ اللهِ كلهمْ و الصحبُ * والآلُ نعمَ الصحبُ والآلُ


** البرعي

Saturday 26 June 2010

رضا الناس

ضحكت فقالوا ألا تحتشم ** بكيت فقالوا ألا تبتســـــم
بسمت فقالوا يرائي بهــا ** عبست فقالوا بدا ما كتــم
صمت فقالوا كليل اللسان ** نطقت فقالوا كثير الكــــلم
حلمت فقالوا صنيع الجبان ** ولو كان مقتدرا لانتقــــــم
بسلت فقالوا لطيش بـــــه ** وما كان مجترئا لو حــكم
يقولون شذ ان قلــت لا ** وإمعة حين وافقتهــــــــم
فأيقنت أني مهمـــــــا أردت ** رضا الناس لابد من أن أذم


** محمد منصور

وصية الإمام علي رضي الله عنه للحسين

أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ * فَافْهَمْ فَأَنْتَ العَاقِلُ المُتَأَدِّبُ
و احفظ وصية والد متحنن * يغذوك بالآداب كيلا تعطب
أبنيَّ إن الرزق مكفول به * فعليكَ بالاجمال فيما تطلب
لا تَجْعَلَنَّ المالَ كَسْبَكَ مُفْرَدا * و تقى إلهك فاجعلن ما تكسبُ
كفلَ الاله برزق كل بريّة ٍ * و المال عارية ٌ تجيء وتذهب
والرِّزْقُ أَسْرَعُ مِنْ تَلَفُّتِ ناظِرٍ * سبباً إلى الانسان حين يسبب
و من السيول إلى مقر قرارها * والطير لِلأَوْكارِ حينَ تَصَوَّبُ
أبنيَ إن الذكرَ فيه مواعظٌ * فَمَنِ الَّذِي بِعِظاتِهِ يَتأَدَّبُ
إِقْرَأْ كِتَابَ اللِه جُهْدَكَ وَاتْلُهُ * فيمَنْ يَقومُ بِهِ هناكَ ويَنْصِبُ
بِتَّفَكُّرٍ وتخشُّعٍ وتَقَرُّبٍ * إن المقرب هنده المتقرب
واعْبُدْ إلَهَكَ ذا المَعارِجِ مخلصا * وانْصُتْ إلى الأَمْثَالِ فِيْمَا تُضْرَبُ
وإذا مَرَرْتَ بِآيَة ٍ وَعْظِيَّة * تَصِفُ العَذَابَ فَقِفْ ودَمْعُك يُسْكَبُ
يا مَنْ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ بِعَدْلِه * لا تجعلني في الذين تعذب
إِنِّي أبوءُ بِعَثْرَتِي وَخَطِيْئَتِي * هَرَبا إِلَيْكَ وَلَيْس دُوْنَكَ مَهْرَبُ
وإذا مَرَرْتَ بآيَة ٍ في ذِكْرِها * وَصْفُ الوَسِيْلَة ِ والنعيمُ المُعْجِبُ
فاسأل إلهك بالإنابة مخلصاً * دار الخلود سؤال من يتقرب
واجْهَدْ لَعَلَّكَ أنْ تَحِلَّ بأَرضِهَا * وَتَنَالَ رُوْحَ مَساكِنٍ لا تُخْرَبُ
وتنال عَيْشا لا انقِطَاعَ لوَقْتِهِ * وَتَنَالَ مُلْكَ كَرَامَة ٍ لاَ تُسْلَبُ
بَادِرْ هَوَاكَ إذا هَمَمْتَ بِصَالِحٍ * خَوْفَ الغَوَالِبِ أنْ تَجيء وتُغْلَبُ
وإذا هَمَمْتَ بِسَيِّىء ٍ فاغْمُضْ لهُ * و تجنب الأمر الذي يتجنب
واخفض جناحك للصديق وكن له * كَأَبٍ على أولاده يَتَحَدَّبُ
وَالضَّيْفَ أَكْرِمْ ما اسْتَطَعْتَ جِوَارَهُ * حَتّى يَعُدَّكَ وارِثا يَتَنَسَّبُ
وَاجْعَلْ صَدِيَقَكَ مَنْ إذا آخَيْتَهُ * حَفِظَ الإِخَاْءَ وَكَانَ دُوْنَكَ يَضْرِبُ
وَاطْلُبْهُمُ طَلَبَ المَرِيْض شِفَاءَهُ * و دع الكذوب فليس ممن يصحب
و احفظ صديقك في المواطن كلها * وَعَلَيْكَ بالمَرْءِ الَّذي لاَ يَكْذِبُ
وَاقْلِ الكَذُوْبَ وَقُرْبَهُ وَجِوَارَهُ * إِنَّ الكَذُوْبَ مُلَطِّخٌ مَنْ يَصْحَبُ
يعطيك ما فوق المنى بلسانه * وَيَرُوْغُ مِنكَ كما يروغ الثَّعْلَبُ
وَاحْذَرْ ذَوِي المَلَقِ اللِّئَامَ فَإِنَّهُمْ * في النائبات عليك ممن يخطب
يَسْعَوْنَ حَوْلَ المَرْءِ ما طَمِعُوا بِهِ * و إذا نبا دهرٌ جفوا وتغيبوا
و لقد نصحتك إن قبلت نصيحتي * والنُّصْحُ أَرْخَصُ ما يُبَاعُ وَيُوْهَبُ