Sunday 27 June 2010





بهروا الدنياوما في يدهم إلا الحجاره
وأضاؤوا كالقناديلِ، وجاؤوا كالبشاره
قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا..
وبقينا دبباً قطبيةً صُفِّحت أجسادُها ضدَّ الحراره
قاتَلوا عنّا إلى أن قُتلوا وجلسنا في مقاهينا كبصَّاق المحارة

* نزار قباني

إِذاالمَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً

إِذاالمَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً * فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة * وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ * وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ً * فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ * ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا
وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ * وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا * صديق صدوق صادق الوعد منصفا
ارْحَلْ بِنَفْسِكَ مِنْ أَرْضٍ تُضَامُ بِهَا * وَلاَ تَكُنْ مِنْ فِرَاقِ الأَهْلِ فِي حُرَقِ
فالعنبرُ الخامُ روثٌ في مواطنهِ * وَفِي التَّغَرُّبِ مَحْمُولٌ عَلَى الْعُنُقِ
والكحلُ نوعٌ منَ الأحجارِ تنظرهُ * فِي أرضِهِ وَهْوَ مَرْمِيٌّ عَلَى الطُّرُقِ
لمَّا تغرَّبَ حازَ الفضلَ أجمعهُ * فَصَارَ يُحْمَلُ بَيْنَ الْجَفْنِ وَالْحَدَقِ


** الشافعي

لا تأسفن على غدر الزمان لطالما

لا تأسفن على غدر الزمان لطالما * رقصت على جثث الأسود كلاب
لاتحسبن برقصها تعلو على أسيادها * تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب
تموت الأسد في الغابات جوعاً * ولحم الضأن تأكله الكلاب
وذو جهل قد ينام على حرير * وذو علم مفارشه التراب


** الشافعي

من كان يملك درهمين

من كان يملك درهمين * تعلمت شفتاه أنواع الكلام فقالا
وتقدم الاخوان فاستمعوا له * ورأيته بين الورى مختالا
لولا دراهمه التي يزهو بها * لوجدته في الناس اسوأ حالا
ان الغني اذا تكلم مخطئاً * قالوا صدقت وما نطقت محالا
اما الفقير اذا تكلم صادقا * قالوا كذبت وأبطلوا ما قالا
ان الدراهم في المواطن كلها * تكسو الرجال مهابة وجمالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحة * وهي السلاح لمن أراد قتالا


** أبو العيناء

لي في نوالكَ يا مولايَ آمالُ

لي في نوالكَ يا مولايَ آمالُ * منْ حيثُ لا ينفعُ الأهلونَ والمالُ
أوصى إليكَ لعلميِ أنَّ لطفكَ بيِ * دونَ الورى لمْ يحلْ عني إذا حالوا
فأرضِ عني خصومي واقضِ يا أمليِ * ديني فإن حقوقَ الخلقِ أثقال
و لمْ يضقْ بي منكَ العفوُ إنْ ختمت * ليِ بالشهادة ِ أقوالٌ وأفعالُ
كنْ لي إذا أغمضوا عيني أو انصرفوا * باكينَ أسمع منهمْ كلَّ ما قالوا
و امننْ بروحِ وريحانٍ على إذا * ضاقَ الخناقُ فهولُ الموتِ أهوالُ
و جاءني ملكُ الموتِ الموكلُ بي * و بالنفوسِ فللأعمارِ آجالُ
و استخرجَ النفسَ أملاكٌ مطهرة ٌ* لها إلى لطفكَ المأمولُ ترحالُ
جاؤا إليكَ بها يا ربي يقدمها * لحضرة ِ القدسِ جبريلٌ وميكالٌ
ثم َّانثنتْ عنْ قريبٍ نحوَ مغتسلٍ * في حيثُ يرجوكَ مغسولٌ وغسالُ
و ليسَ لي ولمثلي غيرُ جودكَ يا * منْ لا تدانيهِ أشباهٌ وأمثالُ
أصبحتُ بينَ يديكَ اليومَ مطرحاً * و لي بنفسيِ عنِ الأغيارِ أشغالُ
فأولني يا غفورُ العفو منكَ فلاَ * يبقي على َّ منَ الأوزارِ مثقالُ
وإنْ نزلتُ إلى بيتِ الخرابِ ولا * أبٌ هناكَ ولا عمٌّ ولا خالُ
و عاودتْ حركاتي وهيَ ساكنة ٌ ولاَ * عدوٌّ يعاديني ولاَ مالُ
ألهمنيِ يا خالقيِ ذكرَ الجوابِ ففي * ذاكَ المقامِ جوا باتٌ وتسآلُ
هناكَ لا أملٌ يرجى ولا عملٌ يجزي * ولا حيلة ٌ عندي فأحتالُ
إفتحْ لروحيِ إلى الفردوسِ بابَ رضا * يهدي رياحُ رياضٍ ظلها ضالُ
و الطفْ ورائيِ بأطفالٍ وأمهمُ إنْ * كانَ خلفيِ أو يلادٍ وأطفالُ
حتى إذا نشرَ الأمواتُ وارتعدتْ * فرائضُ الخلقِ منْ بعضِ الذي نالوا
وعادتِ الروحُ فيِ الجسمِ الضعيفِ وقدْ * تفرقتْ منهُ أعضاءٌ وأوصالُ
مربى ِ الصراط إلى حوضِ ابنِ آمنة ٍ * لأستقى منهُ ريا فهوَ سلسالُ
يا واسعَ اللطفِ قدْ قدمتُ معذرتي * إنْ كانَ يغني عنِ التفصيلِ إجمالُ
فجدْ على َّ ولا طفنى بعفوكَ عنْ * ذنبي فشأنكَ إنعامٌ وإفضالٌ
و قلْ كفيتكَ يا عبدَ الرحيمِ أذى الدَّ * ارينِ فانزلْ حمى ما فيهِ إهمالُ
و احنبنيَ العجبَ والشحَّ المطاعَ ومرْ * نفسي تخالفْ هواها فهوَ قتالُ
وعدْ على َّ بنورٍ منكَ مبتهجٍ يزكو * بهِ بصرى والسمعُ والبالُ
و ارحمْ بنيَّ وآبائيحاشيتي * يعمهمْ يا إلهيِ منكَ إقبالُ
ماذا أقولُ ومني كلُّ معصية ِ * و منكَ يا سيدي حلمٌ وإمهالُ
و منْ أكونَ وما قدري وماعمليِ فيِ * يومِ توضعُ في الميزانِ أعمالُ
و هلْ يطيقُ خلوداً في لظى بشرٌ منْ * نطفة ٍ أصلها المسكينُ صلصالُ
أمْ كيفَ ييأسُ منْ روحِ الإلهِ غداً * عبدٌ عليهِ منِ الإسلامِ سرْ بالُ
رباهُ رباهُ أنتَ اللهُ معتمدي فيِ كلِّ * حالٍ إذا حالتْ بيَ الحالُ
ثمَّ الصلاة ُ على المختارِ منْ مضرٍ * ما لاحَ فيِ الغورِ آلٌ بعدهُ آلُ
يس خاتمَ رسلِ اللهِ كلهمْ و الصحبُ * والآلُ نعمَ الصحبُ والآلُ


** البرعي

Saturday 26 June 2010

رضا الناس

ضحكت فقالوا ألا تحتشم ** بكيت فقالوا ألا تبتســـــم
بسمت فقالوا يرائي بهــا ** عبست فقالوا بدا ما كتــم
صمت فقالوا كليل اللسان ** نطقت فقالوا كثير الكــــلم
حلمت فقالوا صنيع الجبان ** ولو كان مقتدرا لانتقــــــم
بسلت فقالوا لطيش بـــــه ** وما كان مجترئا لو حــكم
يقولون شذ ان قلــت لا ** وإمعة حين وافقتهــــــــم
فأيقنت أني مهمـــــــا أردت ** رضا الناس لابد من أن أذم


** محمد منصور

وصية الإمام علي رضي الله عنه للحسين

أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ * فَافْهَمْ فَأَنْتَ العَاقِلُ المُتَأَدِّبُ
و احفظ وصية والد متحنن * يغذوك بالآداب كيلا تعطب
أبنيَّ إن الرزق مكفول به * فعليكَ بالاجمال فيما تطلب
لا تَجْعَلَنَّ المالَ كَسْبَكَ مُفْرَدا * و تقى إلهك فاجعلن ما تكسبُ
كفلَ الاله برزق كل بريّة ٍ * و المال عارية ٌ تجيء وتذهب
والرِّزْقُ أَسْرَعُ مِنْ تَلَفُّتِ ناظِرٍ * سبباً إلى الانسان حين يسبب
و من السيول إلى مقر قرارها * والطير لِلأَوْكارِ حينَ تَصَوَّبُ
أبنيَ إن الذكرَ فيه مواعظٌ * فَمَنِ الَّذِي بِعِظاتِهِ يَتأَدَّبُ
إِقْرَأْ كِتَابَ اللِه جُهْدَكَ وَاتْلُهُ * فيمَنْ يَقومُ بِهِ هناكَ ويَنْصِبُ
بِتَّفَكُّرٍ وتخشُّعٍ وتَقَرُّبٍ * إن المقرب هنده المتقرب
واعْبُدْ إلَهَكَ ذا المَعارِجِ مخلصا * وانْصُتْ إلى الأَمْثَالِ فِيْمَا تُضْرَبُ
وإذا مَرَرْتَ بِآيَة ٍ وَعْظِيَّة * تَصِفُ العَذَابَ فَقِفْ ودَمْعُك يُسْكَبُ
يا مَنْ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ بِعَدْلِه * لا تجعلني في الذين تعذب
إِنِّي أبوءُ بِعَثْرَتِي وَخَطِيْئَتِي * هَرَبا إِلَيْكَ وَلَيْس دُوْنَكَ مَهْرَبُ
وإذا مَرَرْتَ بآيَة ٍ في ذِكْرِها * وَصْفُ الوَسِيْلَة ِ والنعيمُ المُعْجِبُ
فاسأل إلهك بالإنابة مخلصاً * دار الخلود سؤال من يتقرب
واجْهَدْ لَعَلَّكَ أنْ تَحِلَّ بأَرضِهَا * وَتَنَالَ رُوْحَ مَساكِنٍ لا تُخْرَبُ
وتنال عَيْشا لا انقِطَاعَ لوَقْتِهِ * وَتَنَالَ مُلْكَ كَرَامَة ٍ لاَ تُسْلَبُ
بَادِرْ هَوَاكَ إذا هَمَمْتَ بِصَالِحٍ * خَوْفَ الغَوَالِبِ أنْ تَجيء وتُغْلَبُ
وإذا هَمَمْتَ بِسَيِّىء ٍ فاغْمُضْ لهُ * و تجنب الأمر الذي يتجنب
واخفض جناحك للصديق وكن له * كَأَبٍ على أولاده يَتَحَدَّبُ
وَالضَّيْفَ أَكْرِمْ ما اسْتَطَعْتَ جِوَارَهُ * حَتّى يَعُدَّكَ وارِثا يَتَنَسَّبُ
وَاجْعَلْ صَدِيَقَكَ مَنْ إذا آخَيْتَهُ * حَفِظَ الإِخَاْءَ وَكَانَ دُوْنَكَ يَضْرِبُ
وَاطْلُبْهُمُ طَلَبَ المَرِيْض شِفَاءَهُ * و دع الكذوب فليس ممن يصحب
و احفظ صديقك في المواطن كلها * وَعَلَيْكَ بالمَرْءِ الَّذي لاَ يَكْذِبُ
وَاقْلِ الكَذُوْبَ وَقُرْبَهُ وَجِوَارَهُ * إِنَّ الكَذُوْبَ مُلَطِّخٌ مَنْ يَصْحَبُ
يعطيك ما فوق المنى بلسانه * وَيَرُوْغُ مِنكَ كما يروغ الثَّعْلَبُ
وَاحْذَرْ ذَوِي المَلَقِ اللِّئَامَ فَإِنَّهُمْ * في النائبات عليك ممن يخطب
يَسْعَوْنَ حَوْلَ المَرْءِ ما طَمِعُوا بِهِ * و إذا نبا دهرٌ جفوا وتغيبوا
و لقد نصحتك إن قبلت نصيحتي * والنُّصْحُ أَرْخَصُ ما يُبَاعُ وَيُوْهَبُ

تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَى اللَّهِ خَالقي

تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَى اللَّهِ خَالقي * وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا شكٌ رازقي
وما يكُ من رزقي فليسَ يفوتني * وَلَو كَانَ في قَاع البَحَارِ الغَوامِقِ
سيأتي بهِ اللهُ العظيمُ بفضلهِ ولو * لم يكن مني اللسانُ بناطقِ
ففي أي شيءٍ تذهبُ النفسُ حسرة ً * وَقَدْ قَسَمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الْخَلاَئِقِ


** الإمام الشافعي

القناعة

قنعتُ بالقوتِ من زماني * وَصنتُ نَفسِي عَنِ الهَوانِ
خَوفاً مِنَ النَّاسِ أنْ يَقولُوا * فضْلُ فلانٍ عَلَى فلاَنِ
مَنْ كُنْتُ عَنْ مَالِهِ غَنِيّاً * فلا أبالي إذا جفاني
وَمَنْ رَآنِي بِعينِ تمٍّ * رأيتهُ كاملَ المعاني


** الإمام الشافعي

يا واعظَ الناس عمَّا أنتَ فاعلهُ

يا واعظَ الناس عمَّا أنتَ فاعلهُ * يَا مَنْ يُعَدُّ عَلَيْهِ العُمْرُ بِالنَّفَسِ
احفظ لشبيكَ من عيبٍ يدنسهُ إنَّ * البياض قليلُ الحملِ للدنسِ
كحاملٍ لثياب النَّاسِ يغسلها وثوبهُ * غارقٌ في الرَّجسِ والنَّجسِ
تَبْغي النَّجَاة َ وَلَمْ تَسْلُكْ طَرِيقَتَهَا * إنَّ السَّفِينَة َ لاَ تَجْرِي عَلَى اليَبَسِ
ركوبكَ النَّعشَ ينسيك الرُّكوب على مَا * كُنْتَ تَرْكَبُ مِنْ بَغْلٍ وَمِنْ فَرَسِ
يومَ القيامة ِ لا مالٌ ولا ولدٌ وضمَّة ُ * القبرِ تنسي ليلة العُرسِ


** الإمام الشافعي

مهابة الناس

وَلَسْتُ بَهَيَّابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ * أرى للمرءِ ما لا يرى ليا
فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتي * وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيا
كِلاَنا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَاتَه وَنَحْنُ * إذَا مِتْنَا أشَدُّ تَغَانِيَا


** الإمام الشافعي

صراع الحق والباطل

تمشَّى الباطل يوماً مع الحق
فقال الباطل: أنا أعلى منك رأساً.
قال الحق: أنا أثبت منك قدماً.
قال الباطل: أن أقوى منك.
قال الحق: أنا أبقى منك.
قال الباطل: أنا معي الأقوياء والمترفون.
قال الحق: ?وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون ?.
قال الباطل: أستطيع أن أقتلك الآن.
قال الحق: ولكن أولادي سيقتلونك ولو بعد حين

** مصطفي السباعي

الموت باب

الموْتُ بابٌ وكلُّ الناسِ داخِلُهُ * يا ليْتَ شعرِيَ بعدَ البابِ ما الدَّارُ
الدَّارُ جنَّة ُ خلدٍ إنْ عمِلتَ بِمَا * يُرْضِي الإلَهَ، وإنْ قصّرْتَ، فالنّارُ
هما محلان ماللناس غيرهما * فانظر لنفسك ماذا أنت تختار

** أبو العتاهية

الحث علي الغربة طلبا للرزق والعلم

ما في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ * مِنْ رَاحَة ٍ فَدعِ الأَوْطَانَ واغْتَرِبِ
سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ * وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ
إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ * إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ
والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست * والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمة ً* لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ
والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَى ً في أَمَاكِنِهِ * والعودُ في أرضه نوعً من الحطب
فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبهُ * وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِ

** الإمام الشافعي

الصمت عن الجاهل

قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم * إنَّ الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ
والصمَّتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفُ * وفيه أيضاً لصونِ العرضِ إصلاحُ
أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتة ٌ؟ * والكلبُ يخسى لعمري وهو نباحُ


** الإمام الشافعي

الإعراض عن محاربة الأنذال

إذَا سَبَّنِي نَذْلٌ تَزَايَدْتُ رِفْعة ً * وما العيبُ إلا أن أكونَ مساببهْ
وَلَوْ لَمْ تَكْنْ نَفْسِي عَلَيَّ عَزِيزَة ً* لمكَّنتها من كلِّ نذلٍ تحاربهُ
ولو أنَّني أسعى لنفعي وجدتني * كثيرَ التَّواني للذي أنا طالبه
وَلكِنَّني أَسْعَى لأَنْفَعَ صَاحِبي وعارٌ * على الشبَّعانِ إن جاعَ صاحبه

** الإمام الشافعي

الترفع عن مخاطبة السفهاء

يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ * فأكرهُ أن أكونَ له مجيبا
يزيدُ سفاهة ً فأزيدُ حلماً * كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيبا

** الإمام الشافعي

الإيمان بالقضاء والقدر

دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ * وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ
وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالي * فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ
وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً * وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ
وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا * وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب * يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ
ولا تر للأعادي قط ذلا * فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترجُ السماحة َ من بخيلٍ * فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ
وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي * وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ * ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ
وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا * فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ
وأرضُ الله واسعة ً ولكن * إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ
دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ * فما يغني عن الموت الدواءُ

** الإمام الشافعي

التعفف عن سؤال الناس

لا تحملنَّ لمن يمنُّ * مِنَ الأنَامِ عَليك مِنَّة
وَاخْتَر لِنَفْسِكَ حَظَّهَا * واصبر فإنَّ الصبرَ جنَّه
مِنَنُ الرِّجَالِ عَلَى القُلو * بِ أشدٌ من وقع الأسنه

الإمام الشافعي

الأصدقاء

تغيرتِ المودة ُ والاخاءُ * و قلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ
و أسلمني الزمانُ إلى صديقٍ * كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ * و لكن لا يدومُ له وفاءُ
أَخِلاَّءٌ إذا استَغْنَيْتُ عَنْهُمْ * وأَعداءٌ إذا نَزَلَ البَلاَءُ
يديمونَ المودة ما رأوني * و يبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ
و ان غنيت عن أحد قلاني * وَعَاقَبَنِي بمِا فيهِ اكتِفَاءُ
سَيُغْنِيْنِي الَّذي أَغْنَاهُ عَنِّي * فَلاَ فَقْرٌ يَدُومُ وَلاَ ثَرَاءُ
وَكُلُّ مَوَدَّة ٍ للِه تَصْفُو * وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ الإِخَاءُ
و كل جراحة فلها دواءٌ * وَسُوْءُ الخُلْقِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ
ولَيْسَ بِدَائِمٍ أَبَدا نعِيْمٌ * كَذَاكَ البُؤْسُ لَيْسَ لهُ بَقَاءُ
اذا نكرتُ عهداً من حميمٍ * ففي نفسي التكرُّم والحَيَاءُ
إذَا مَا رَأْسُ أَهْلِ البَيْتِ وَلَّى * بَدَا لَهُمُ مِنَ النَّاسِ الجَفَاءُ

** الإمام علي كرم الله وجهه

الملوك عبيد الله

ألا إنّ رَبّي قوِيٌّ، مَجيدُ، ** لَطيفٌ، جَليلٌ، غنيٌّ، حَميدُ
رأيْتُ المُلُوكَ، وإنّ عَظُمَتْ، ** فإنَّ المُلُوكَ لرَبِّي عَبيدُ
تُنَافِسُ فِي جَمْعِ مَالٍ حُطَامٍ ** وكلٌّ يَزُولُ، وكلٌّ يَبِيدُ

** أبو العتاهية

الحمد لله

لكَ الحمدُ ياذَا العَرشِ يا خيرَ معبودِ * ويا خَيرَ مَسؤولٍ، ويا خيرَ مَحمودِ
شهدْنَا لَكَ اللهُمَّ أنْ لستَ محدَثاً * ولكِنَّكَ المَوْلَى ولستَ بمجحودِ
وأنَّكَ معروفٌ ولستَ بموصُوفٍ * وأنَّكَ مَوجُودٌ ولستَ بمجدودِ
وأنَّكَ رَبٌّ لاَ تزالُ ولم تَزَلْ * قَريباً بَعيداً، غائِباً، غيرَ مَفقودِ

** أبو العتاهية

عن أدب الكرم

أيا رَبّ قَد عوّدتني منكَ نِعمَة ً* أجودُ بها للوافدينَ بلا مَنّ
فأُقسِمُ ما دامَتْ عَطاياكَ جَمّة ً* ونعماك لا خيبتُ ذا الظنّ بالمنّ
إذا بخلتْ كفي بنعمة ِ منعمٍ * فقد ساءَ في تكرارِ أنعُمِهِ ظَنّي

** صفي الدين الحلي

في أدب النصح

تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي * وجنِّبني النصيحة في الجماعهْ
فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ * من التوبيخِ لا أرضى استماعه
وَإنْ خَالَفْتنِي وَعَصَيْتَ قَوْلِي * فَلاَ تَجْزَعْ إذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَه

** الإمام الشافع

Friday 25 June 2010

الحسد - نار

أيا حاسد لي علي نعمتي - اتدري علي من أسأت الأدب
أسأت علي الله في حكمة - لأنك لم ترضي لي ما وهب
فأخزاك ربي بأن ذادني - وسد عليك وجوه الطلب